سياسة

التيّار الوطني لن ينقسم… كما يحلمون”


الشرق برس | 2023 – حزيران
منذ زمن طويل خرج الصراع بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” إلى العلن، وحمل عناوين عدة، لكن جوهره كان وما زال الإستحقاق الرئاسي، والذي فتح الباب أمام تجاذبات وتباينات وصلت إلى حدّ اتهام رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل للحزب، ولو من دون أن يسميه، بالتدخل في الشؤون الداخلية للتيار، في ضوء الحديث عن تواصل وثيق بين مسؤولين منه وبعض نواب تكتل “لبنان القوي”، وبالتالي تعديل هؤلاء النواب لخيارهم الإنتخابي في الجلسة الإنتخابية الرئاسية الأخيرة.

وعلى الرغم من حرص الطرفين على التأكيد في محطات سابقة بأن خلافاتهما يجب أن تُبحث وراء الأبواب المغلقة، إلاّ أنهما خرقا هذا القرار أكثر من مرة، بالتوازي مع التأكيد على وحدة الخيارات الإستراتيجية، وصولاً إلى الأمس، حيث رفع رئيس “التيار الوطني” من نبرة خطابه بوجه شريكه السابق في “تفاهم مار مخايل”، رافضاً “العناد والتحدي والفرض” في الملف الرئاسي فقط، وبالتالي، التدخلات داخل “التيار” من دون تحديد الجهة التي تدخلت وما زالت في الشؤون الداخلية لتكتله النيابي، وتدعم الإنقسام فيه، وتسوّق لمرشّح آخر لرئاسة الجمهورية غير الوزير السابق جهاد أزعور المدعوم من باسيل.
وفي هذا السياق، تكشف أوساط سياسية في “التيار الوطني” ل”ليبانون ديبايت”، عن أن خلفيات “تصعيد” باسيل الأخير واتهامه “الثنائي الشيعي” ب”استدراج نواب ومسؤولين بالتيار وتحريضهم على الإنشقاق”، تتركّز في استشعار سيناريو خفي ومشبوه لاستهداف وحدة “التيار” وشرذمة صفوفه. وتشير هذه الأوساط، إلى أن الحملات تطاول “التيار الوطني” وتصوّب عليه على الدوام، ومن أكثر من جهة سياسية، وليس فقط من قبل فريق “الثنائي الشيعي”، مؤكدةً أن استهداف “التيار”، هو دليل نجاحه في الحفاظ على وحدة صفوفه ووحدته، وبالتالي قوته في الموقف رغم التباينات الداخلية، والتي تعبر عن “الديمقراطية” في صفوفه.
لذا، وعلى الرغم من كل ما سُجِّل على هامش جلسة الإنتخاب الأخيرة، تجزم المصادر، بأن “القرار الحزبي في الأمور المفصلية هو إلزامي لكل نائب يحمل بطاقة حزبية”، مشددةً على أن هذا الأمر لا يمسّ بالديمقراطية، لأن القرار يصدر بالتشاور، مع العلم أنه من الطبيعي أن يحصد أي قرار معارضين ومؤيدين، لكن السياسة الحزبية العامة في “التيار البرتقالي”، كما في كل الأحزاب، ترجّح الخيار المناسب.
وتخلص المصادر نفسها، إلى أن من يحلم بحصول انقسامات في “التيار الوطني الحر”، سيتفاجأون بأن حلمهم لن يتحقق وبأن “التيار” سيبقى موحداً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى