ثقافة

فسحة مع الكاتب احمد سعدون البزوني

الكاتب احمد سعدون البزوني

الشرق برس ١٨ نوفمبر ٢٠٢٢


حاورته من فرنسا نزهة عزيزي
احمد سعدون البزوني من الأقلام العراقية المميزة في أسلوبها وطرحها كيف ومتى بدأ شغفك بالكتابة ؟

ـ بدأت الكتابة منذ منتصف التسعينيات القرن المُنصرم، وكانت بداياتي شاعر شعبي، وفي نفس الوقت مارست مهنة الاعلام والتصوير والارشفة الادبية والثقافية .
حدثني عن تجربتك الاعلامية ؟
بدأ العمل بالصحافة والاعلام منذ 1988 ، اعلامي في اللجنة الاولمبية الرياضية في البصرة وكتبت عن عدد من الرياضيين في البصرة في مختلف الالعاب وفي جميع الاتحادات والاندية ، وبعد عام 2003 ، بدأت اكتب مقالات عن النقد الادبي وقد نشرت بعض مقالاتي في جريدة الاضواء الاخبارية في البصرة ، ومجلة الشمال في تونس ، والاوجام في البحرين ، والمدى في العاصمة بغداد، وهناك مقالات الكترونية عديدة منشورة في مواقع التواصل الاجتماعي . علماً فقد أسس مجلة ( قلائد بصرية ) ، مجلة خاصة بـ الادب البصري والفعاليات اليومية ( نشرة خبرية) وقد كتب افتتاحيتها القاص العراقي الكبير ( محمد خضير ) وقد توقفت في وقت جائحة كورونا، وستعيد نشاطها قريباً .

ماذا يعني لك التصوير ؟

اهتمامي بالصورة والتصوير منذ الصغر ، فأنا اعتبر التصوير من جانبين هما : الجانب الفني والجانب الشخصي ، اما الفني ، فهو مادة اعلامية حيه وتوثيقية ، او في عصرنا الحديث ، تعتبر الصورة نصف الخبر . اما من الجانب الشخصي ، فأنا من هواة جمع التقاط الصورة وجمعها ، لان فيها مواقف واحداث وذكريات تشعرنا بأهمية الواقع والاحداث التي تدور فيه .
لماذا الاهتمام بالأرشيف الأدبي والثقافي؟
للأرشيف اهمية واضحة عِبر التاريخ ، ومن ضمن اختصاصي الادبي ، فأنا من المهتمين بجمع والاحتفاظ بالأرشيف لقيمة المعنوية وإستذكاره في المستقبل القريب ، ليكون نِتاج او خزين هام .

بمن تأثر احمد سعدون البزوني الكاتب ؟

ـ فكرياً بالفيلسوف الايراني علي شريعتي ، اما شعرياً بـ الشاعر العراقي الكبير كاظم اسماعيل الكَاطع ، فكلاهما انتجا ابداعهم من فكره حضارية قريبة للعقل وواسعة القبول في الواقع .

ماذا تعني لك البصرة والادب البصري بصفة عامة هل كانت فعلاً البداية من هناك حيث كبر الشغف ؟
ـ البصرة مدينة الشعر والشعراء، فيها ولد كبارها كـ ( الاصمعي وابو الاسود الدؤلي، والفراهيدي، و السياب، وسعدي يوسف، ومزهر حسن الكعبي، وهاني ابو مصطفى )، والكثيرون . ومن هويات البصرة الادبية هو مهرجان المربد الدولي ، ويحضره جمع غفير من ادباء العرب والعالم ، وهم يبعثون فكرهم ورؤاهم من خلال هذا الجمع الثقافي ، والبصرة ولادة للأدب والفكر والمعرفة ، اتاحة لي مشاربها الادبية المتعددة الوقوف على ارض صلبة وواثقة ، وذلك لمخالطتي الوسط الادبي منذ 30 عام مستمرة ، ومواصلة العمل معهم بإستمرار وقد انشأة ( تجمع مثقفي البصرة الادبي) ، وكرمه من خلاله نُخبة من الوسط الادبي وجمع من المنظمات الثقافية والجماهيرية ونخبة من أدباء المدينة .

ما كتابك الاول وماذا عالجت به ؟
ـ صدر لي اول كتاب نقدي سيروي بعنوان ( سيرة الكاتب في مناخ النص ) عام 2021 ، ووقع في جمهورية مصر العربية ، في القاهرة وقد نقاشة الدكتور حُسام عقل أستاذ النقد العربي المُقارن . ووقع في الاسكندرية وقد نوقش من قبل الدكتور منى منصور ، جامعة الاسكندرية . وعرض في بث مُباشر في القناة المصرية الثالثة .
يتحدث الكتاب عن طبيعة الكاتب واهميتة النص في الوضع البيئي ، والتعامل السايكلوجي وربطهما بما يسمى ( الزمكان) .

ما رأيك في الساحة الأدبية العراقية اليوم خصوصاً مع التهميش الذي يعاني منه الكاتب وركوض الثقافة كظاهرة إجتماعية متفاقمة ؟
ـ اصبحت الثقافة بصورة عامة بعيدة عن الفكر والكتاب ، اكثر الكُتاب لم يقرأوا الكتب المعنية لكتاباتهم ، او مراجعة خطوات اسلافهم السابقة ، لذا نراها عشوائية وخالية من الأبداع الفني والادبي ، اصبحت مجرد شهرة وسباق مؤقت ، بعيد عن مسار الابداع والتألق .

في نظرك أين الخلل واين تكمن الحلول ؟
ـ الخلل : في اصحاب القرار الثقافي ، الذين يقدمون من هب ودب للساحة الادبية ، مصوبين بالعلاقات والامتيازات ، بعيداً عن نوع المادة المطروحة ومدى تأثيرها على الجمهور.
الحلول : اقامة ورش ثقافية وادبية مستمرة لسقل المواهب والدماء الجديدة في الساحة، واعطاها الفرصة الكافية لبث روح الابداع ، ومتابعة الاساتذة الكبار لخطواتهم والاهتمام بهم .
هل المشهد الثقافي يحتضر أم هناك مبدعين واعدين لم تمنح لهم الفرص فقط ؟
ـ المشهد الثقافي في العراق خاصةً مليئ بالمبدعين في جميع المجالات ، لكن ، لم تسلط عليهم الاضواء بصورة صحيحة ، بسبب عدم وصلولهم لأصحاب القرار واروقة البلاط الحكومي .

كيف كان أثر الردود على كتاباتك ؟
ـ حقيقة ، كتابي نال اعجاب الجميع ، بسبب نوعية الخطاب والخروج من الصندوق النقدي المعتاد، وكسر الخطاب السائد في النقد المستمر ما بين النقد ( الانشائي و المجاملاتي ) وكلامها اصبحوا مادة سردية مُمله .
فقد تخطى كتابي هاتين الخصلتين ، وقام يتحدث عن اظهار الكاتب من خلال نصه ، وهذا عمل جديد في الساحة النقدية ، أي عكس الداثوية ( موت الكاتب )
وهذا بعد دراسة عميقة وطرحها على مجموعة من الرؤى والافكار واخيرها كتاب الناقد المصري الكبير الدكتور (صلاح فضل) في كتابة النقدي ( ضد موت المؤلف ) فمنها استنتجت ، ان هناك ضرورة هامة بالربط بين الكاتب والكتاب لإيصال النص واضح الرؤى والمعالم من خلال طرح النص .

كلمة ختام توجهها للقارئ ماذا يمكن أن يضيف احمد سعدون البزوني ؟
ـ أُهدي باقات موردة بالحب والتقدير لصحيفتكم الغراء ، ولشخصكم الكريم ، على هذه الفسحة القصيرة ، وهذا الحوار الشيق ، واتمنى لكم ديمومة العمل والاجتهاد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى