سياسة

حدود النفط يرسمها فقط حزب الله

الشرق برس ٢ تموز ٢٠٢٢
تفاعلت في الآونة الأخيرة بشكل كبير قصة الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين وبدأت معها حسابات الربح والخسارة والمكاسب التي ستتحقق نتيجة التنقيب خصوصاً في ظل أزمة كبيرة تلوح في الأفق الأوروبي بعد التضييق الحاصل من وعلى روسيا . ومع الحاجة اللبنانية الملحّة لتلك الموارد مع كل ما يعانيه لبنان من ويلات إقتصادية طبعت صبغة العجز حتى على من كانو يحسبون من الميسورين سابقاً، وحاجة أوروبية كبيرة مع بروز أزمة خانقة ترافق الشتاء القادم وعدم قدرة خليجية على تعويض النقص المتأتي من الأزمة الروسية والتفاؤل الكبير بالكميات المتوقع إستخراجها من شواطئنا، كل ذلك جعل من ثروتنا القادمة، مشروع نجاة وحلول كبيرة لأزمة نفطية أوروبية قد تحصل .
الحاجة الكبرى والطمع الإسرائيلي الأكبر جعل من المنطقة ساحة نزاع ربما لن يبقى بنفس البرودة اذا لم تصل المساعي إلى حل .
التصريحات الإسرائيلة بداية ثم التحركات الفعلية عبر استقدام باخرة التنقيب يليها تهديدات بحرب كبرى على لبنان، دفعت بحماة لبنان الأصليين إلى اتخاذ إجراءات رادعة وضامنة لحدود لبنان وحقوقه .
بعد اشتداد وعلو نبرة الصهاينة بخصوص الحدود البحرية واستقدام باخرة التنقيب اليونانية وبعد ظهور بعض تخاذل يرافقه بعض تواطؤ لبناني وخوف من عقوبات أميركية على بعض شخصيات، وبعد وجود وسيط أميركي خدم سابقا كضابط في الجيش الإسرائيلي، دفع المقاومة إلى اتخاذ إجراءات ردع وربما أكثر لكل ما يحصل، والعمل على الحفاظ على خيرات لبنان وحمايتها كما شهدنا سابقاً كل حماية عرفها لبنان بجهود تلك المقاومة .
كلمة هادئة في الشكل نارية المضمون كانت للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ حوالي شهر، بعثت من خلالها رسائل طمأنة لمن يهمه الأمر وتهديد لمن يهمه الأمر أيضاً، أعقبها تحركات سرية حيناً وعلنية أحياناً على طول الحدود الجنوبية لتخبر من يريد أن المقاومة جاهزة لأي مستجد، أبرز تلك التحركات كانت عبر إحياء مراصد ونقاط مراقبة كانت متوقفة عن العمل منذ حرب تموز عام ٢٠٠٦، إضافة إلى تفعيل دور الوحدة البحرية التي تملك أسلحة وتقنيات وموارد بشرية لا تزال مجهولة بمعظمها عند الصهاينة وقدرات كبيرة في ذلك العالم المستجد نوعاً ما في ساحة الصراع . كل تلك الإجراءات أعادت حسابات كثيرة للكثيرين عن مغبة أي حمق قد يحصل وهدفت إلى تقوية العزم الرسمي اللبناني في أي تفاوض، وذكرت الساسة الأميركيين بهروب المارينز قبلاً خلال ثمانينيات القرن الماضي .
إذن، في المحصلة، دعائم تفاوض كبرى أعطتها المقاومة للبنانيين، ورسائل قوية وجهتها للطامعين، ومعادلات قوة جديدة خطتها تساهم في رسم حدود عادلة نسبياً . يبقى الرهان على صلابة موقف لبناني تفاوضي وعزيمة يحتاجها لبنان في مفاوضاته للوصول إلى حلول قد تعطي بعض راحة اقتصادية فُقدت .
ننتظر ردوداً أميركية حول مقترحات لبنانية قُدمت أصلها الأول والأخير والثابت الذي وضحه أمين عام حزب الله أنه لا تنقيب في فلسطين المحتلة واستخراج نفط دون التنقيب والاستخراج أيضاً من لبنان .

حمزة العطار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى