خاص الشرق برس ٢٥ اكتوبر ٢٠٢٣
بقلم الإعلامية نانسي اللقيس
عند النظر إلى الوضع الحالي في لبنان وتصاعد التوترات على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، لا يمكن إنكار أن هناك مخاوف كبيرة بشأن احتمالية وقوع حرب جديدة. ومع ذلك، يثار التساؤل حول ما إذا كان هذا التصعيد يُنظر إليه على أنه مجرد حملة إعلامية لصرف الانتباه عن الأزمة الاقتصادية الضاغطة التي يعاني منها لبنان.
وبالنظر إلى الدوافع المحتملة وراء هذا التصعيد، يمكننا أن نتساءل عما إذا كانت إسرائيل تحاول تحويل الانتباه بعيدًا عن التحديات الاقتصادية التي تواجهها نتيجة للتدهور الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان. فعندما تكون الأزمة الاقتصادية مشكلة حقيقية وتهدد استقرار البلاد، فقد يُستخدم التوتر العسكري كوسيلة لتوجيه الانتباه والتخفيف من ضغوط المجتمع.
ومع ذلك، يجب ألا ننكر أيضًا أن هناك خلافات سياسية وجيوسياسية تحيط بالتوترات الحالية. فمع توقيع اتفاقية الترسيم البحرية بين لبنان وإسرائيل، ظهر تصاعد الجدال حول حقوق لبنان في استخدام ثروات البحر والغاز الطبيعي المتواجدة في المنطقة المتنازع عليها. وقد أدى ذلك إلى زيادة حدة التوترات بين الجانبين.
إضافة إلى ذلك، يثار السؤال حول استعداد حزب الله للمخاطرة بحياة جنوده والدخول في حرب محتملة من أجل تحقيق مصالحه ومصالح إيران. على الرغم من أن حزب الله يعتبر لبنان هو المحور الأساسي لعمله، ويدافع عن فلسطين، فإن وجوده في سوريا وتورطه في صراعات إقليمية يثير تساؤلات حول قدرته على التعامل مع تداعيات نشوب حرب مع إسرائيل.
لكن يبقى السؤال الأهم هو: ما هو السبيل الأفضل للتعامل مع هذه التوترات؟ ففي الوقت الذي قد يكون الحوار والحلول السلمية هي الأسلوب الأفضل للخروج من الأزمة، فإن توافر إرادة سياسية حقيقية والعمل على تحقيق الاستقرار المستدام يظل أمرًا ضروريًا لتجنب الانهيار.
كما قال المفكر نيلز بور يورنسون: “السلام ليس فقط عدم وجود حرب. إنما هو حالة من العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.” لذلك، يجب أن يكون هدفنا في لبنان وقف التصعيد العسكري وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد للتوصل إلى حلول جذرية لأزماتنا.
في النهاية، يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دورًا إيجابيًا في التهدئة ودعم الحلول السلمية والاقتصادية في لبنان، فقد قال نيلسون مانديلا: “السلام ليس فقط هدفًا ، إنما هو أيضًا وسيلة للوصول إلى هدف.”
لبنان لديه القدرة على التغلب على التحديات الحالية وإعادة بناء مستقبل مستدام، ولكنها تتطلب تضافر جهودنا وتعزيز التعاون بين كل الأطراف المعنية. فلنعمل جميعًا بروح الوحدة والتضامن لبناء لبنان أفضل.