الشرق برس ١٧ سبتمبر ٢٠٢٣
مع مغادرة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لبنان بدت الساحة السياسية في حالة استرخاء سياسي رئاسيا بانتظار عودته للمرة الرابعة،في وقت أطلقت قبرص إنذارا للاتحاد الأوروبي حيال أزمة اللاجئين السوريين في لبنان واحتمال إنهيار السد اللبناني في وجه أوروبا.
ما صدر من صحف اليوم ركز في افتتاحياته على هذا الواقع:
النهار عنونت:قبرص تطلق إنذاراً لأوروبا من انهيار “السد اللبناني”… “الثنائي” يستتبع صدمة لودريان بمهاجمة المعارضين
وكتبت النهار:ماذا يمكن حكومة تصريف الاعمال حتى لو كانت بكامل إنتاجيتها المتاحة وليس بواقعها المبتور بعد 11 شهراً من أزمة الفراغ الرئاسي وفي ظل الأوضاع الكارثية التي يواجهها لبنان أن تحصل في منتدى الأمم المتحدة راهناً؟ لعله السؤال الذي يرتبه أولًا تضخم “الخطر الوجودي” للنزوح السوري المتعاظم الى لبنان خصوصاً في الآونة الأخيرة والذي بات يحتم تحركاً دولياً للبنان يتجاوز كل المألوف بعدما تبين أن حجم الخطر فاق التقديرات الأشد تشاؤماً. ولذا اكتسب الإنذار القبرصي الذي صدر في الساعات الأخيرة منبهاً أوروبا من خطر “انهيار السد اللبناني” أمام ضخامة النزوح السوري بعداً استثنائياً في أهميته وتردد صداه الإيجابي بقوة في المناخات اللبنانية المأزومة إذ اعتبر أول إنذار من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي يضع دول الاتحاد في مواجهة مسؤوليتها الهائلة إن هي مضت في التعامل مع الكارثة اللبنانية بمنطق تبرير القصور الأوروبي والزعم بأن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة النازحين من بلدان الجوار.
ويفترض أن يكون ملف النزوح السوري الملف الأول الأساسي الذي سيثيره وفد لبنان الرسمي برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعضوية وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب إلى نيويورك في اللقاءات التي سيجريها من خلال مشاركته في افتتاح الدورة الـ ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة والنشاطات التي تقام على هامشها. وقد غادر الوفد بيروت أمس على أن يشرع في إجراء لقاءات خلال وجوده في نيويورك على هامش أعمال الدورة.
في غضون ذلك برز إعلانُ قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، أنّها طلبت من التكتل مراجعة وضع سوريا، إن كانت ما زالت غير آمنة ولا يمكن إعادة طالبي اللجوء إليها. تأتي هذه الخطوة في أعقاب موجة من الهجمات ذات الدوافع العنصرية على الأجانب في الأسابيع الأخيرة، وسط تزايد المشاعر المعادية للمهاجرين في الجزيرة المتوسطية. ولفت وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو إلى أنه سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإنهاء وضع سوريا كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين إليها. وفي رسالة إلى نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس، قال يوانو إنه أثار أيضاً الحاجة الملحة لمساعدة لبنان الذي لجأ إليه نحو 2,5 مليون سوري. وأضاف: المعلومات المتوافرة لدينا من السلطات في لبنان هي أن هناك زيادة في عدد السوريين الذين ينتقلون إلى لبنان، ولبنان حاجز. إذا انهار لبنان، فستواجه أوروبا بأكملها مشكلة”.
وفي غضون ذلك ألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة في عشاء رعية سيدة لبنان في ملبورن حيث بدأ زيارته لأستراليا اعتبر فيها أن “جوهر مشكلتنا في لبنان هو انعدام ثقة المسؤولين ببعضهم البعض بكل أسف والشعب لم يعد يثق بلبنان لقد فقدوا الثقة لأنهم غير مخلصين لبعضهم البعض فلكل مصلحته المؤمنة وهم لا يريدون البحث حول الطاولة عن إيجاد حل لمشكلة لبنان وما من أحد بينهم يريد الخسارة. عند فقدان الثقة يكون الخطر كبيراً جداً، فهي عنصر أساسي في الحياة، إلا أنه مفقود في لبنان، وهذا أمر مؤسف جداً. ويبقى الأمر الأساسي المذكور في مقدمة الدستور، والذي ينص على أن لبنان وطن نهائي لكل أبنائه، ولكن للأسف أبناؤه ليسوا جميعاً للبنان وهذا أمر مخز. بالنسبة لنا ككنيسة ثقتنا كبيرة بلبنان وبجميع اللبنانيين ونعمل بشكل دؤوب للحفاظ على هذه الجوهرة في الشرق، ولا يمكننا على الرغم من كل الصعوبات أن نرمي سلاح الإيمان، ونعمل ليلاً ونهاراً للحفاظ على وطننا الذي جعله الله مميزاً في محيطه. ونحن ككنيسة وأكثر من أي وقت مضى، نثق بلبنان وبكل اللبنانيين، وعملنا دؤوب لتثبيت الثقة بين جميع اللبنانيين، ونحن نثق بلبنان وبشعبه وبقيادته”.
وفي الأصداء الداخلية لملف النزوح السوري حذر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص من أن “السياسة المعتمدة من قبل الغرب، وتحديداً أوروبا، بتغطية من الأمم المتحدة، في موضوع النازحين السوريين تمتاز بقصر النظر الواضح”. وأضاف، أن “محاولة إدخال أعداد إضافية من السوريين إلى لبنان تضاف إلى العدد المأساوي الحالي، ومحاولة منع لبنان من إعادة هؤلاء بدل مساعدته على ذلك، سيؤدي إلى انفجار لبنان ووقوع كارثة حقيقية ستحمل حتماً أعداداً كبيرة من السوريين إلى الدخول إلى أوروبا بأي طريقة كانت. لبنان بنظر الأوروبيين يشكل حاجزاً يمنع دخول السوريين إلى بلادهم، فاتهم أن هذا الحاجز سينهار قريباً، فتغرق أوروبا بالنزوح”. وختم، “أيها الأوروبيون ساعدونا في الضغط على الأسد لتنظيم العودة إلى المناطق الآمنة بدل الضغط علينا لقبول النزوح وتحمل أعبائه، وإلا فالكارثة لن ترحمنا ولن ترحمكم ولن ترحم الشعب السوري”.
أما في المشهد السياسي الداخلي فاختفت معالم الحركة السياسية تماماً غداة انتهاء زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت في وقت بدأ تسليط الأضواء على ما تردد عن زيارة يعتزم القيام بها موفد قطري لبيروت في مطلع الأسبوع. وما بدا لافتاً بدلالاته التي عزيت إلى صدمة الثنائي الشيعي بأن لودريان كرر في لقاءاته الدعوة الى الذهاب إلى “الخيار الثالث ” بما يثبت إنهاء مرحلة الدعم الفرنسي لترشيح سليمان فرنجية، أن نواب “حزب الله” وحركة “أمل” شكلوا غداة زيارة لودريان “جوقة” لترداد التمسك بالحوار وتحميل رافضيه مسؤولية تعطيل الاستحقاق. وفي السياق، أكد عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن أن “اللبنانيين ينتظرون أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ومن يتحمل تأخير الانتخاب هو من يرفض الحوار والتفاهم، ويصرّ على تحقيق أجندة ليست في مصلحة لبنان، بل هي في مصلحة المطالب الأميركية من لبنان”.
بدوره، أشار نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن “اليوم الطريق الوحيد الإيجابي والمفتوح أمام انتخاب رئيس للجمهورية هو طريق الحوار وهذا الطريق هو طريق حوار ليس مرتبطاً للوصول إلى نتيجة، وإن كان الأفضل أن يصل إلى نتيجة، فقط أن نجلس معاً لنتحاور لأننا سنعيش في البلد معاً، ألا يمكن أن نتحدث مع بعضنا؟ وهذا يفتح الطريق أمام انتخاب الرئيس. اليوم كل من يرفض الحوار مسؤول عن الخلل والتدهور وتأخير انتخابات رئيس الجمهورية. قد يكون الحوار لمجرد أن نتحاور وقد لا نصل إلى تفاهم، أما بالعناد والتحدي والتعطيل لن يكون لبنان لكم ونحن لا نريد لبنان لنا وحدنا بل لكل أبنائه، ومن دون خطة إنقاذ لا يمكن إعادة حقوق المودعين وإنقاذ المدارس الرسمية والجامعة ومعالجة الصحة والاستشفاء وتوفير العدل وتحقيق التنمية والاقتصاد وتحرير الأرض، وهذا يحتاج إلى رئيس لا إطالة أمد الفراغ بالأنانية يمكن أن يحقق الأهداف، ولا محاولة الاستحواذ على السلطة يمكن أن تؤدي إلى انتخاب رئيس”. أضاف “الأحجام القيادية والسياسية معروفة، ولن يتمكن المتوترون وأصحاب التصريحات اليومية عالية السقف إلا التدهور والخراب ونحن نريد مع الشرفاء إعمار البلد وإنقاذه، يبدو أن الأمور لم تنضج بعد، ولكن الوقت لن يأتي بالمعجزات، كل وقت نخسره يزيد الخسائر بلا فائدة. أتمنى أن يستيقظ ضمير هؤلاء المعاندين من أجل أن يتعاونوا مع أبناء وطنهم لإنجاز هذا الاستحقاق”.
بدوره، رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب حسين خريس أن “من يرفض الحوار خاصة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، لا يريد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو يسعى لإبقاء أزمة البلد مفتوحة، لا سيما وأن أزمات البلد تتفاقم أكثر فأكثر، لذلك نؤكد أن الوقت ليس لمصلحة أحد، فتعالوا إلى كلمة سواء، واستجيبوا إلى دعوة الرئيس بري لأجل الحوار وانتخاب رئيس للجمهورية”.
الديار عنونت: أيلول يُحاصر اللبنانيين بالازمات و«الطاسة ضايعة» وساعات حاسمة في عين الحلوة
لودريان: الحوار او «الخطر الوجودي»… مبادرة قطرية جديدة ولا سقوط لأي خيار
و كتبت صحيفة الديار تقول: شهر ايلول يحاصر اللبنانيين بسلسلة من الملفات المتعثرة والمستعصية على الحلول إلى أمد طويل، تبدأ بالرئاسة إلى الأمن الفالت في المخيمات إلى العام الدراسي المهدد بالضياع إلى قرب رفع الدعم عن رغيف الخبز إلى غياب الدعم عن الأدوية السرطانية إلى عدم حل موضوع الرواتب بالدولار إلى غلاء المحروقات إلى الموجات المتلاحقة من النزوح السوري وما يشكله من مخاطر كبرى على وجود البلد واستقراره إلى غيره من المشاكل التي تخنق اللبنانيين وتجعلهم أسرى الانتظار القاتل او التفتيش عن حلول في بلاد الله الواسعة وسط تقارير عن ارتفاع مخيف في معدلات طلبات الهجرة الى الخارج باتجاه الخليج والدول الاوروبية ومعظمهم من الشباب الجامعي والكفاءات مما يهدد بكارثة وطنية.
وفي ظل الكم الهائل من المشاكل، «الطاسة ضايعة» والطبقة السياسية سلمت أمورها الى الخارج كليا، ودخل الملف الرئاسي لعبة الامم، ومن المستحيل فتح طريق بعبدا دون تسوية كبرى خارجية مستبعدة في المدى المنظور في ظل الخلافات العاصفة بين دول الخماسية، ففرنسا في واد وواشنطن في واد آخر، وايران والسعودية لم تتوافقا كليا بعد، وواشنطن والرياض ليستا على موجة واحدة، وكل دولة في الخماسية على حالها، ومن قال ان روسيا ستسلم باستبعادها عن الحل وكذلك تركيا وصولا الى سوريا اللاعب الاكبر مع ايران وما يجري في مسقط بين الاميركيين والايرانيين من خطوات ايجابية في اليمن والافراج عن الارصدة والمحتجزين، اما الموفد القطري الذي يصل خلال الأيام القادمة إلى بيروت سيلتقي جميع القوى السياسية والنواب، وحسب المتابعين للحراك القطري، سيوجه الدعوة إلى طاولة موسعة للحوار في الدوحة بمشاركة رؤوساء الكتل النيابية والنواب المستقلين والتغيريين دون استثناء لاحد في حضور مندوبين عن الخماسية، واشنطن وفرنسا ومصر والرياض بالإضافة إلى قطر الدولة المضيفة، وفي معلومات مؤكدة ان المكلف في الملف الرئاسي في السعودية نزار العلولا سيزور لبنان للقاء القيادات السياسية وإجراء مروحة واسعة من الاتصالات، والبخاري ابلغ الامر الى بعض النواب.
وفي ظل هذه الانقسامات، الامور على حالها وكل الخيارات ما زالت قائمة، ولم يسقط اي خيار بعد، لا فرنجية ولا قائد الجيش ولا جهاد ازعور، رغم انتشار «غرف التسريبات» في بيروت لهذا الاسم او ذاك، «كل حسب هواه»، ولودريان الذي سيعود الى بيروت اواخر الشهر للتشاور ما زال يدور في حلقة مفرغة وهذا ما جعله يضع الجميع امام مسؤولياتهم قائلا بوضوح «الحوار او الخطر الوجودي» بمعنى «الحوار او الفوضى» وحسب المعلومات، فان الموفد الفرنسي سيسلم اعضاء الخماسية تقريرا عن اجتماعاته في بيروت الثلاثاء القادم مدعوما من وزيرة خارجية فرنسا التي ستقوم باتصالات واسعة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة مع وزراء خارجية الدول المشاركة بالخماسية لحشد اكبر تاييد للمبادرة الفرنسية، وبات واضحا، ان حزب الله وأمل والاشتراكي والعديد من النواب السنة والمستقلين مؤيدون بالمطلق لدعوة الموفد الفرنسي للحوار دون شروط مسبقة، فيما العديد من النواب السنة حتى الذين حضروا إلى منزل البخاري في اليرزة ما زالوا على مواقفهم من رفض الحوار بالتوافق مع الكتائب والقوات مؤكدين المشاركة في الجلسات المخصصة لانتخاب الرئيس فقط.
وفي المعلومات ايضا، ان النواب السنة الذين التقوا في منزل البخاري كانوا مقسومين جدا، ولم يتدخل السفير السعودي لتوحيد الرؤى والمواقف، وكان هدفه توجيه رسالة الى دول الخماسية وتحديدا طهران وواشنطن وباريس بان قرار الطائفة السنية تحت العباءة السعودية من أقصى اليمين إلى اليسار ولذلك اتصل البخاري شخصيا باسامة سعد ودعاه الى الاجتماع لكنه اعتذر، وكذلك بنواب 8 اذار والنائب العلوي مستثنيا فقط النائبين في كتلة الوفاء للمقاومة، وهذا ما يؤكد ان اجتماع اليرزة لم يتطرق الى الاسماء والخيار الثالث او اسقاط اي اسم، واعلن قاسم هاشم بعد الاجتماع تاييده لفرنجية مع فيصل كرامي وجهاد الصمد، وقد حصلت نقاشات لم تخل من الحدة بين النواب الداعمين لفرنجية واشرف ريفي وتدخل البخاري لتهدئة الاجواء وكان طوال الاجتماع مراقبا ومرتاحا للحضور الواسع.
وفي ظل هذه الاجواء، تبقى الانظار مصوبة نحو التيار الوطني الحر ويعول الموفد الفرنسي على ظهور نتائج ايجابية من خلال الحوار القائم بين حزب الله والتيار الوطني واقناع باسيل بالانضمام الى الحوار، حيث عقدت اللجنة بين الفريقين اجتماعها الثاني الخميس الماضي في حارة حريك.. فيما الرئيس نبيه بري اكد مساء امس ان مجلس النواب جاهز للحوار وسيوجه الدعوات لطاولة الحوار في المجلس داعيا المقاطعين الى «اتقاء الله « مؤكدا ان مبادرته تتكامل مع المبادرة الفرنسية.
زحمة تسريبات ولاسقوط لاي خيار
وفي المعلومات، ان بري والنائب محمد رعد مع عدد كبير من النواب ابلغوا لودريان بكل وضوح دعمهم لسليمان فرنجية كما ابلغته القوات استمرار ترشيحها لجهاد ازعور والنقاش باي مرشح باستثناء سليمان فرنجية، اما الذين عولوا على اللقاء بين قائد الجيش والنائب محمد رعد وفسروه بتسريبات مختلفة اولها تراجع الحزب عن فرنجية، لا يعرفون كيف يتعامل الحزب مع الملفات؟ فقرار دعم فرنجية جاء بعد نقاشات امتدت على مدى اشهر في «مجلس الشورى» بالاضافة الى الاتصالات مع الحلفاء افضت الى دعم فرنجية واعلان ذلك، وفي نفس الوقت ابلغ حزب الله مقربين جدا من قائد الجيش انهم ليسوا ضد ترشحه ووصوله الى بعبدا لكنهم يدعمون سليمان فرنجية وهو مرشحهم وسيعملون على وصوله الى بعبدا، وفي ظل هذه العقلية الاخلاقية يعمل حزب الله، والعلاقة بين حزب الله وقيادة الجيش جيدة، والتباينات احيانا طبيعية تعالج بالحوار واللقاءات بين قيادة الجيش والحاج وفيق صفا، حتى ان اللقاءات بين الاخير والعماد عون تكاد تكون اسبوعية وتقريبا كل يوم اربعاء ويتم التشاور في كل الملفات، وبالتالي التواصل ليس مقطوعا ليعطى اللقاء بين رعد والعماد عون التفسيرات المختلفة مع مئات التحليلات الرئاسية رغم اطاره الاجتماعي.
الجمعية العمومية للامم المتحدة
غادر رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي يرافقه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة وحتى الان ليس في جعبة ميقاتي اجتماع مع وزير الخارجية الاميركي، حيث لم تنجح الاتصالات ومحاولات سعاة الخير من تامين موعد مع الوزير الاميركي، لكن ميقاتي سيلتقي اعضاء الخماسية المولجين بالملف اللبناني بالاضافة الى العديد من المسؤولين العرب وسيطرح بشكل اساسي موضوع النازحين وخطره الكبير على لبنان واستقلاله ووجوده.
المخيمات الفلسطينية والنزوح
الاتفاق «الهش» لوقف اطلاق النار في عين الحلوة معرض للسقوط في اي لحظة نتيجة الفشل في الوصول الى اتفاق حول تسليم المطلوبين باغتيال قائد الامن الوطني الفلسطيني العميد اشرف العمروشي واثنين من مرافقيه.
وحسب المتابعين، فان حركة فتح وضعت سقفا للتفاوض والقبول بوقف اطلاق النارعنوانه، تسليم قتلة العمروشي ولاتنازل عن هذا السقف بقرار من قيادة منظمة التحريرالفلسطينية في رام الله.
وحسب المتابعين، فان حركة فتح اعلنت امام الرئيس بري تمسكها في هذا المطلب ورفض تسليم المطلوبين على دفعات على ان تحدد بعدها كل الخطوات لجهة انسحاب المسلحين في حي الطوارئ من مدارس الاونروا.
وحسب المتابعين، فان فصائل منظمة التحرير يدعمون فتح في مطالبها حتى حركة حماس وافقت على تسليم المطلوبين اولا، لكن المشكلة تبقى في رفض بلال بدر وهيثم الشعبي المسؤولين عن المسلحين المتطرفين في الطوارئ تسليم المتهمين، وردت فتح بالتمسك بالحسم العسكري ورفضت حماس الامر لانه سيكلف الشعب الفلسطيني الكثير من الدماء.
وقد اكد عزام الاحمد المفاوض باسم فتح رفض اي تنازل عن موضوع تسليم المطلوبين واتهم استخبارات عربية بدعم المسلحين في الطوارئ وحضهم على رفض تسليم المطلوبين بموافقة حماس، التي ردت باتهام حركة فتح بجر المخيم الى اقتتال دموي والسيطرة على قرار المخيم.
وفي ظل هذه الاجواء تم الاتفاق في عين التينة على وقف لاطلاق النار ومواصلة الجهود لايجاد الحلول باجواء هادئة قد تسمح باستئناف الاجتماعات بين فتح وحماس في عين التينة واعلان الحل، بعد ان شهد الاجتماع الاخير بين عزام الاحمد وموسى ابو مرزوق عن حماس في السفارة الفلسطينية نقاشا عاصفا حول معظم المسائل الخلافية من الضفة وغزة الى لبنان، وفي موازاة ذلك تتكثف الاجتماعات بعيدا عن الاضواء وتم الاتفاق على تشكيل اطار قيادي فلسطيني لبناني مع الامن العام والجيش لمعالجة اي طارئ.
وبالتزامن مع جهود بري، يقوم حزب الله باتصالات مكثفة مع فتح وحماس وفصائل منظمة التحرير لوقف الاقتتال الذي يستفيد منه العدو الاسرائيلي فقط ويسيء الى نضال الشعب الفلسطيني.
وتتخوف مصادر فلسطينية من ان يلجأ العدو الاسرائيلي الى توسيع رقعة الاشتباكات ونقلها الى مخيمات الجنوب وبيروت وتحريك الخلايا النائمة الارهابية للقيام بعمليات امنية لارباك الساحتين اللبنانية والفلسطينية بالتزامن مع موجات النزوح السوري في ظل دخول اعداد كبيرة من النازحين السوريين من مناطق داعش والنصرة في الرقة ودير الزور، وتم توقيف العديد منهم خلال عمليات واسعة للجيش اللبناني، وتبين ان اعدادا منهم كانوا يتواصلون مع مسؤولي داعش ويعرفونهم جيدا وبعضهم يحمل شعارات النصرة، هذه المخاطر حسب المصادر الفلسطينية، تفرض تعاملا جديا بمستوى المرحلة من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية بالتعاون مع الاجهزة السورية والفلسطينية والا فالخطر قادم ومن يسبق بالضربة الاولى يكسب المعركة، علما ان الجيش اللبناني نفذ مداهمات واسعة واعتقل 350 نازحا جديدا قدموا من الرقة ودير الزور والمطلوب خطوات حكومية لدعم اجراءات الجيش.
الأنباء الإلكترونية عنونت: الصيغة الحوارية محور زيارة لودريان القادمة.. وتمهيدٌ للمسعى القطري
وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: لن تكون زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الأخيرة إلى لبنان أخيرة، بل لعلها تكون بداية مسار جدّي لإنهاء الشغور الرئاسي، رغم أن الأمر لا يزال في طور التمنيات حتى الساعة.
وعلى الرغم من تضارب المواقف والتحليلات المتصلة بالزيارة، فقد أشارت مصادر مواكبة لحركة الدبلوماسي الفرنسي باتجاه رئيسي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه “لمس رغبة حقيقية لدى الكتل النيابية والنواب الذين التقاهم للخروج من الأزمة وانتخاب رئيس جمهورية بأي ثمن”.
وتوقعت المصادر لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن يعطي لودريان فور عودته إلى لبنان لنفسه وقتاً كافياً للاطلاع على أجوبة النواب على أسئلته، وبعدها سيعقد معهم جلسة حوارية في قصر الصنوبر لمناقشة هذه الأجوبة، وسينقل خلاصة هذا النقاش إلى الرئيس بري والتباحث معه في تحديد جلسة لانتخاب الرئيس التي يفترض أن تكون مفتوحة، على أن يستكمل الموفد القطري الاتصالات من النقطة التي توقف عندها لودريان.
النائب بلال الحشيمي أكد لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “لا حل للأزمة الرئاسية إلا بالسير وفق مقررات اللجنة الخماسية والاعتماد على أنفسنا كنواب في انتخاب الرئيس، فالحل يجب أن يكون لبنانياً مئة في المئة”، وسأل: “لماذا لا نعمل لأنفسنا كما تفعل السعودية اليوم؟ وهل من داع للعمل لمصلحة إيران والسلاح الإيراني ونعرض بلدنا للخطر في حين ان ايران لا يهمها الا مصالحها وهي تتحدى العالم ولن تغير موقفها”.
ورأى الحشيمي أن “أي رئيس قد ينتخب ولا يلتزم بقرارات اللجنة الخماسية سيكون مصيره الفشل”، متوقعا “الاتفاق على شخصية مارونية لا تشكل استفزازاً لأحد، فالرئيس التوافقي لن يستطيع ان يشكل حكومة تنقذ الاقتصاد اللبناني من الانهيار لأننا سنختلف على اسم رئيس الحكومة والوزراء والحقائب وعلى قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان وغيرهم، ويصبح كل استحقاق يتطلب حوارا، ومعنى ذلك أننا سنبقى في الدوامة ذاتها”، لافتا إلى أن “الموقف السعودي يتمحور عند نقطة واحدة” اذا لم ينتخب رئيس وتشكل حكومة تنهض بلبنان كما تريد السعودية فهي غير ملزمة بتوفير الدعم للبنان”.
من جهته اعتبر عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد رستم في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية أنه لم يلمس أي تقدم بعد زيارة لودريان الثالثة، وقال: “طالما استمرينا بسياسة تكسير الرؤوس فلن نصل إلى نتيجة. فالداخل يرمي المسؤولية على الخارج، والخارج يلوم الداخل، فيما شريحة واسعة من اللبنانيين لم تستوعب بعد ان البلد محكوم بالتسويات”.
ورأى رستم أن هناك “استحالة التوصل الى انتخاب رئيس جمهورية من دون توافق داخلي وحوار بالحد الادنى عليه، لأن الانقسامات في البلد لا تسمح لأي فريق أن ينتخب الرئيس الذي يريد، ولأن الدستور واضح لجهة تأمين أكثرية ٨٦ نائبا في الجلسة”.
وسط استمرار حال التنابذ هذه برزت عناوين الخلاف بين وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الأمر الذي دفع برئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تيمور جنبلاط إلى الدعوة لمعالجة الأمر بموضوعية وبعيداً عمن الإعلام حرصاً على ما تبقى من هيبة الدولة ومؤسساتها