قلم حر

جورج ديب :التخبط ما بين طعم السلطة ومفهوم الثورات

الشرق برس ٥ حزيران ٢٠٢٣


نحن اليوم أمام واقع مشابه لعام ١٩٨٨ بإختلاف بعض ظروفه من حيث اللاعبين الإقليميين والدوليين .
اليوم نحن أمام تحولات فاجأت كثر وتلك الترتيبات التي حصلت إقليميا بحبكة الخياط الروسي ومالك المسرح أي الصيني خلطت الاوراق رأسا على عقب ، وهذا بالطبع لم يستسغهه الأميركي والذي ما زال يملك العديد من العدة والمزاريب التي يستطيع الولوج منها لفرملة وخربطة هذه الترتيبات الكبرى ومن إحدى المداخل بالطبع البوابة اللبنانية ، وما نراه اليوم من كوميديا هزلية لدى البعض بتسميات مسقطة هو نتيجة الصراع الخفي ما بين الأميركي والروسي وهو غير معلن على مجمل الساخاا.
بموضوع التسميات الأميركي غير مهتم الا بما يعنيه أكان بموضوع الرئاسة او غيره كل إهتمامه الآن من سيكون حاكم المصرف المركزي المقبل ، لذلك هبط أزعور من المدخنة كما سانتا كلوز أميركيا على أفرقاء معينين مقابل المرشح الآخر وتبناه غلمان الأميركيين ولكن المفارقة الكبرى بأن يتبناه طرف وهنا العجب بأن من يدعي إصلاحا كاملا يأتي بعينة هي الفساد بعينه وبحاحة ليس لإصلاح فقط بل لنبذ ومحاسبة جنائية ، السؤال الكبير هل دخل هذا الفريق السياسي بالموجة الأميركية مقابل الخط الآخر ؟ فهذا يجب التوقف عنده لما له من دلالات .
من هنا بدأ الأميركي وكشافته الداخليين بوضع العصي في الدواليب أمام معادلة هي التالية إما الفراغ الرئاسي الطويل وإما أزعور حاكما للمصرف وخذوا فرنجية رئيسا على طريقة مخايل الضاهر ام الفوضى.
وبنفس الوقت الذي نرى فيه حماسة لأزعورهم بعد أن وصلت كلمة السر نرى هدوءا جامدا نسبيا من الطرف الآخر المعني مباشرة ومن يراهن على هدوء هذا الفريق بأنه سقطة ستلطمه الصدمة ، بإعتبار أن التعامل مع ترشيح أزعور لا يقل أبدا عن التعامل مع ترشيح فرنجية وإنما أقسى .
ومن ركب مؤخرا موجة أزعور بعد أن كان هذا الطرف مناديا بالإصلاح الشامل ومحاسبة الفاسدين اذ نراه يأتي بمفبرك الفساد ويريد تتويجه في رأس الدولة بعد أن أتى الفرمان الأميركي عليهم وإقتبسوه ضاربين بعرض الحائط ، بمن ذموهم في السابق كمعارضة وكثورة وكتكتلات سياسية وكانوا بنظرهم فقاعات هواء أصبح هؤلاء،بنظر هذا الفريق هم معارضة حقيقية والتي يجب مد الجسور معها .
ويبدو الوقت ينسي البعض تجاهلا أم تزويرا بان ما تعرض له هذا الفريق من ١٧ تشرين وما قبل وما بعد من شتائم وسموم وهجمات إعلامية فتاكة وحتى وصلت الأمور بالشخصي بشتم الأمهات والآباء والأعراض أصبحوا اليوم وكأنك تبصق في وجه أحدهم ويقول لك بأنها تمطر ، فماذا سيقول هذا الطرف لأمهاتهم وآباءهم بعد تحالفهم الهمايوني مع من شتموهم .
لذلك المسار طويل والعقدة متمكنة وبما إن السياسة مبادئ وأخلاق أحيانا وأصبحنا أمام ما كان يحكى في المجالس السياسية الضيقة بأن البعض غير مضمون بالسياسة لربما صدقوا بالقراءة وللأسف في هذا البلد العقيم لا يعرف من هو الضامن ومن هو المضمون به .
جورج ديب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى