الشرق برس ٣٠ مارس ٢٠٢٣
قالت “الجزيرة” انه على خلفية أزمة التعديلات القضائية، والتي بدت كعامل أخرج إلى العلن خلافا كان مكتوما بين الرئيس الأميركي جو بايدن وحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، واصل بايدن تصريحاته بشأن تلك الأزمة، إذ أعرب عن قلقه إزاء ما آلت إليه الأوضاع في إسرائيل، وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تستطيع الاستمرار في هذا المسار.
ودعا بايدن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التخلي عن مشروع التعديلات القضائية، مضيفا أنه لا يعتزم دعوة الأخير لزيارة واشنطن في المدى القريب.
أما نتنياهو الذي كان قد أكد -ردا على تصريحات سابقة لبايدن دعا فيها إلى تسوية سريعة لقضية التعديلات القضائية- أن إسرائيل دولة مستقلة ذات سيادة، وأنها لا تقبل الضغوط الخارجية حتى من أقرب الأصدقاء، فقد وجه وزراءه -وفق ديوانه- بعدم التعليق على تصريحات بايدن، وأكد بدوره متانة العلاقات بين واشنطن وتل أبيب
ازمة غير مسبوقة
وأوضح أن خطاب نتنياهو بأنه لا يخضع للضغط الأميركي موجه للداخل في تل أبيب، وهذا لا يلغي العلاقة القوية الإستراتيجية الرابطة بين أميركا وإسرائيل، معتبرا أن هذه التطورات مؤقتة فقط ولا تلغي المصالح المشتركة بينهما.
مغازلة اليمين المتطرف
من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني أن تصريحات نتنياهو تدخل ضمن محاولته المستمرة مغازلة اليمين المتطرف في إسرائيل الذي جاء به إلى السلطة، ولكنه حريص في الآن ذاته على عدم انزلاق الوضح الحالي إلى أزمة قد تؤدي إلى فقدان أهم حليف لإسرائيل.
وأوضح أن أميركا تقدم غطاء دبلوماسيا وسياسيا وقانونيا لإسرائيل فيما يتعلق بانتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية، وكذلك تدعم بقوة تطبيع الدول العربية مع تل أبيب. وبناء على ذلك، اعتبر العناني أنه من الصعب التضحية بكل هذه المكتسبات في مقابل بعض القضايا الداخلية، حتى لو تعلقت بالمستقبل السياسي لنتنياهو.
وعلى الصعيد الأميركي، رأى الدبلوماسي الأميركي السابق في إسرائيل تشارلز دان أن التصريحات المتبادلة بين البلدين تعكس التوتر الحاصل بين إدارتيهما، وهو ما قد يؤثر على الخطط الإستراتيجية لواشنطن في المنطقة، معتبرا أن إدارة بايدن تحاول أن تكون حذرة حتى لا ترجح طرفا على آخر في الأزمة الإسرائيلية، وتدعم التوجه نحو توافق ديمقراطي في تل أبيب.(الجزيرة)